Articles

Affichage des articles du novembre, 2018

نحو الهاوية ..

Image
في بلادي نعبر عن كرهنا و مقتنا لبعضنا بكل طلاقة . في بلادي نشتم بعضنا بكل حرية .  في هذا الوطن نسخر من بعضنا و نضحك على عيوب الآخرين الخلقية كأنما كل خلق نفسه على هذه الشاكلة . في موطني , على الشاشة تقدم القنوات التلفزية برامج أكبر سنا من رئيسنا_لا تثقف و لا تمتع _ و منوعات ترفيهية حيث يتحدث المقدم عن أشخاص و يشتمهم " دبة مخنانة حولة بهلولة مصطكة خشمها كبير شعرها مشعطط ..." و يضحك المشاهدون حتى البكاء و ينشأ مجتمع كله عقد و مشاكل نفسية .  في بلد الحرية تونس , نستعمل الأمراض  العقلية للشتم , فلاتستغرب إن قال عليك أحدهم " بسيكوبات , بيبوبلر , سكيزوفران , مدبرم .." فقط لشتمك و لإغضابك .. فالكل هنا خبير و طبيب و كل ذهن مشبع بالاحكام المسبقة و الافكار المتوارثة من جيل لاخر . في تونس ان واجهت صعوبات في حياتك و تخطيتها فستبقى موصوما حتى مماتك , فإن كان ربك يغفر لك و يهديك قوة و صبرا فأعلم أن عباده لا يرحمون . في هذا الوطن التعيس تولد وحيدا , تكبر و حيدا و تموت وحيدا , تسقط و تقف مجددا على قدميك و لكن ويل لك ان مضيت سبيلا و أكملت طريقك , فمن يسقط يجب اقصاءه. إعلم انك ان ...

الموت ليس النهاية

ليس من الحزين أن تموت .  المحزن هو أن تختفي كأنك لم تكن شيئا .. أن ترحل دون أن تترك أثر الفراشة في قلب أحدهم و دون أن تزرع بسمة على وجه مجهول و دون أن يبقى عطرك على شال . المؤلم هو أن يتآكل الدود لحمك ولم يبحر أحد بشطآن نمش خدودك و لم يصطد أحد لآلئ دموعك و لم يحسب أحد خصلات شعرك . أن تسافر نحو المجهول و أنت لم تقرأ قصة ما قبل النوم لأي طفل هو الإختفاء الأزلي . المأساة أن تتدثر بالتراب و أنت تعلم أنه ما من أحد سيذكر أدق تفاصيلك ؛ كلونك المفضل و مشروبك المفضل و قصيدتك المفضلة و مكانك المفضل و شخصك المفضل.. فالموت لم يكن يوما النهاية .. النهاية هي ذكراك تمحوها البنايات و صوت السيارات .. النهاية هي أنت تمر على هذه الأرض مرور الحمير , فلا تترك أثرا سوى بصمة حذائك ..